إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
شرح القواعد الأربعة
35930 مشاهدة print word pdf
line-top
عبادة الأموات من دون الله تعالى

...............................................................................


وأما عبادتهم للأموات فأشهر من أن يذكر؛ من ذلك أن عندهم قبرا ادعوا أنه قبر زيد بن الخطاب ؛ أخو عمر زيد قتل شهيدا في معركة اليمامة ومعه خمسمائة من القراء من الصحابة، قتل من الصحابة أكثر من خمسمائة وستمائة، وقتل من الذين مع خالد بن الوليد فجاء الشيطان بعد خمسمائة سنة أو ثمانمائة سنة، وقال لهم: هذا قبر زيد فعكفوا عنده وبنوا عليه، وصاروا يطوفون به ويدعونه يا زيد يا زيد
فكان في أول أمره الشيخ محمد -رحمه الله- إذا سمعهم يقولون: يا زيد يقول: الله خير من زيد الله أقرب من زيد الله أقدر من زيد ما يقدرون على أن يقولوا كذبت؛ لأنهم يعرفون تمام قدرة الله.
ولما هداهم الله تعالى استجابوا فهدموا البناية التي على ذلك القبر، والقبور كثيرة كما ذكر ذلك في التواريخ.
فهذا ونحوه دليل على أن المتأخرين شابهوا المشركين الأولين في عبادتهم لغير الله، حيث عبدوا الصالحين والأنبياء والأولياء، حتى في أشهر الأماكن والبقاع؛ فقبل سنوات سمعت بعض الرافضة يطوفون بالبيت ففي الشوط الأول من أوله إلى آخره وهم يقولون: يا علي بن أبي طالب يا علي يا زوج البتول، يا حبيب الرسول، يا صهر النبي، وفي الشوط الثاني يدعون حسن يا حسن إلى آخره، وفي الشوط الثالث يا حسين وفي الشوط الرابع يا زين العابدين وهكذا.
ففي أشرف البقع يعبدون ويدعون هؤلاء من دون الله تعالى، مع أن الله تعالى يقول: وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ويخبر أنه -صلى الله عليه وسلم- لا ينفع أحدا، يقول الله تعالى: قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا فإذا كانت هذه حالته -صلى الله عليه وسلم- فكيف بعلي ومن دون علي .. نقرأ القاعدة الأخيرة..

line-bottom